in

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف عليه السلام

معنا اليوم قصة جديدة من قصص الأنبياء ، وهي قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، وإن كل قصة من قصص الأنبياء، تتضمن معجزات وابتلاءات وعبر، كما تتضمن جميع الاحداث التي مر بها سيدنا يوسف عليه السلام منذ مولده وحتي موته، وكما قال الله تعالي في سورة يوسف، عند وصف أحداث قصة سيدنا يوسف عليه السلام : {لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)}.

تعريف بسيدنا يوسف عليه السلام :

سيدنا يوسف عليه السلام هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وصفه رسولنا الكريم هكذا لأنه يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، فهو نبي من أنبياء الله عز وجل.

ذُكِرت قصة سيدنا يوسف عليه السلام في القرآن الكريم، في سورة يوسف وفيها يُفسر ما واجهه من صعوبات وابتلاءات ومواقف.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام ونشأته :

وُلِدَ بالعراق في قرية تدعى (فدان آرام) أبيه يعقوب عليه السلام و أمه راحيل، توفيت وهو صغير فكفلته عمته وتعلق بها وتعلقت به وأحبته، وعندما كبر قليلًا أراد أبوه أن يأخذه منها ولكنها تمسكت به، كان لسيدنا يوسف عليه السلام أحد عشر أخًا ولكنه كان أثيرًا عند أبيه من بين أخوته.

وهو غلام صغير رأى سيدنا يوسف عليه السلام رؤيا ذهب وقصها على أبيه، رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، فعلم يعقوب عليه السلام أنها تتضمن مجدًا ليوسف، فأخبره أبيه ألا يحكي هذه الرؤية لإخوته لأنه يعلم أنهم قد يحقدوا عليه أو يحسدوه .

فقال تعالى (إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ*قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ) صدق الله العظيم.

75

وعلى الرغم من ذلك حدث ما كان يخافه يعقوب عليه السلام، فحقد اخوة يوسف عليه لتفضيل يوسف عليهم من جانب أبيه، فاتفقوا على أن يقتلوه، فرفض أحد أخوته واقترح عليهم عدم قتله، والاكتفاء برميه في أحد الآبار ليلتقطه أي مسافر وبذلك يتخلصوا منه، وحدث هذا بالفعل وعادوا في الليل في وقت متأخر يبكون وقالوا لأبيهم أن الذئب أكله.

ولكن أبيهم كان يعلم بكذبهم وقال لهم (بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل) صدق الله العظيم، ثم جاءت قافلة وأرسلوا واحد منهم إلى البئر وألقي بدلوه في البئر ليأتي بالماء فمسك به يوسف عليه السلام، فقالوا نأخذه عبداً ثم باعوه حتي وصل إلى وزير ملك مصر، فعامله معاملة حسنة فصار مملوكاً في بيت ملك مصر.

في قصر عزيز مصر تربى يوسف عليه السلام :

وقد رزقه الله الجمال والخُلق والحكمة والعلم، ومن شدة جماله فُتنت به زوجة العزيز، وبات محط أنظارها وعشقته، فبدأت تدبر لأمر خطير، أغلقت الأبواب وراودته عن نفسه فاستعصم وقال معاذ الله، وولى هاربًا فأمسكت بقميصه من الخلف فتمزق، في هذه اللحظة حضر العزيز ورأي هذا المشهد المشين ، فألقت امرأة العزيز الأمر على يوسف واتهمته بالاعتداء عليها لتبرأ نفسها أمام زوجها.

ولكن سرعان ما كشف كذبها لأن قميص يوسف تم قطعه من الخلف، وعندما علم الجميع عن القصة قامت زوجة الملك بعمل فخ حتى تثأر لنفسها وقامت بدعوة كل النساء الى اجتماع، ثم قامت باعطاء كل واحدة منهم طبقا وسكينا حادة، وأمرت يوسف عليه السلام بالدخول عليهن، فسرق أبصارهن وجرحن أيديهن وهن لا يشعرون، بعدما فقد نساء الملأ عقولهن، هددته امرأة العزيز بالذل والسجن إذا لم يلبّ رغبتها منه، فقال (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّايَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) صدق الله العظيم.

دخول سيدنا يوسف عليه السلام السجن :

74

أصبح السجن هو مأمن سيدنا يوسف من الوقوع في الفتنة، سبحان الله لقد جعلها الله سجينا حتي لا يقرب حراماً لعزته عند ربه، وكان في السجن مع شخصان، ةزير السقاة ووزير الخبازين، وضع الله حب يوسف عليه السلام في قلبهما بسبب أخلاقه والتزامه، وقد رزق الله سيدنا يوسف بعلم تأويل الأحاديث والفراسة، فرأي يوسف عليه السلام رؤية لهما الاثنين.

رأى أن وزير السقاة يقوم بعصر خمر، فأخبره يوسف عليه السلام أنه سيخرج من السجن وسيكون ساقي الخمر الخاص بالملك، ورأى وزير الخبازين أنه يرفع فوق رأسه طبقا من الخبز وفوق رأسه الطير تأكل منه، فأخبره يوسف عليه السلام ، أنه سوف يصلب وسوف تأكل الطيور من رأسه، وبالفعل قد تحققت رؤية يوسف عليه السلام، ولبث يوسف عليه السلام في السجن بضع سنين.

رؤية الملك الذي بسببها خرج يوسف عليه السلام من السجن :

مر الوقت ورأي الملك رؤيا قصها علي الملأ ولكن الجميع عجزوا عن تفسيرها، فذكر ساقي الخمر للملك ما حدث له وأن يوسف هو من فسر له رؤياه وتحققت. فطلب الملك منهم أن يخرجوا يوسف من السجن ويحضروه له، فخرج يوسف عليه السلام وقام بتفسير رؤية الملك له، التي لم يستطع أحد تأويلها، فسعد الملك به وأعجب بعلمه والتزامه.

خروج سيدنا يوسف عليه السلام من السجن وتعيينه أميناً علي خزائن مصر :

32

خرج يوسف عليه السلام من السجن عزيزًا أمينًا علي خزائن مصر، وجعله الملك مسئولًا على كل مصر باستثناء كرسي الملك فأدار أمر البلاد، وتحولت حياة يوسف عليه السلام من المحن إلى الرخاء ومن العبودية إلى السلطة والملك.

مرت الايام وتبدلت الظروف و انتشرت المجاعات في بقاع أرض كنعان وما حولها، لكن مصر كانت محط أنظار جيرانها، فكانت مخزن الطعام في المنطقة كلها، لأن يوسف عليه السلام ادخر في سنوات الخصب والرخاء المحصول في سنابله لمواجهة الكرب في سنوات القحط.

دخول اخوة سيدنا يوسف عليه لطلب الطعام :

فبعث الله أخوة يوسف له في قصر الملك، فلما دخلوا على يوسف طلبوا منه طعاما لهم وكان معهم جمل بدون صاحبه وهو جمل شقيق يوسف بنيامين، لم يأتي معهم لأن والدهم أصبح خائف عليه بسبب ما فعلوه بيوسف، وقد عرفهم سيدنا يوسف عليه السلام فور رؤيتهم، وأخذ يحقق معهم عن أسرتهم وأبيهم، فأعطاهم جزءًا من الطعام في أوعيتهم وطلب منهم أن يحضروا بأخيهم بنيامين المرة المقبلة.

فلما جاءوه مرة أخرى، حاول يوسف عليه السلام أن يدبر لهم حيلة، ليظل شقيقه بنيامين عنده في القصر، فأمر من العاملين عنده أن يقوموا بوضع الكوب الخاص به في رحال أخيه بنيامين، وعند ذهابهم بالطعام أرسل اليهم الجنود باحثين عن إناء الملك، فلما فتشوا وجدوها في رحال بنيامين فأخذوه إلى يوسف عليه السلام لأنه سارق، فلما عادوا إلى والدهم من غير  أخيهم بنيامين، أخبروه ما حدث لهم فلم يصدقهم واتهمهم بالكذب والسوء، ومن شدة حزنه علي بنيامين ذهب بصره، فذهبوا إلى يوسف يلتمسوا منه العفو عن أخيهم لما أصاب والدهم من الضرر والحزن، ومن خلال أسئلة سيدنا يوسف لهم، أصابهم الشك بأنه يوسف ، فقالوا له: (أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ) فرد عليهم يوسف قائلا: (أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا!) فقالوا : (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا!) صدق الله العظيم.

فاعتذروا وندموا وطلبوا منه العفو والغفران والمسامحة عن الذي بدر منهم وما فعلوه معه ومع أخيه، فقال لهم يوسف عليه السلام : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ)، فقال لهم اذهبوا واحضروا أهلكم إلى مصر.

لما اجتمع سيدنا يوسف عليه السلام وأبيه :

بعد هذا الفراق الطويل كان حينئذٍ عمر يعقوب مائة وثلاثون عامًا وعمر يوسف تسع وثلاثون عام، توفي أبيه سيدنا يعقوب عليه السلام بعد ما قضى معه سبعة عشر عامًا.

وفاة سيدنا يوسف عليه السلام :

وتوفي يوسف عليه السلام وعمره 110 عامًا، وتوفى في مصر في أثناء حكمه، وقد يسأل سائل ويقول أين دفن سيدنا يوسف؟

الجواب / دفن سيدنا وسف عليه السلام في مصر ، ثم بعد ذلك نقلت جثته إلى الشام.

مما تعلمناه من قصة سيدنا يوسف عليه السلام :

  • تعلمنا من قصة سيدنا يوسف عليه السلام أن تقوي الله سبيل النجاة.
  • تعلمنا من قصة سيدنا يوسف عليه السلام أن فرج الله آت وإن طال.
  • تعلمنا من قصة سيدنا يوسف عليه السلام أنه لا يتمني لنا الكل الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قصة سيدنا موسى كاملة

قصة سيدنا موسى كاملة