كيفية صلاة قيام الليل وفضلها

صلاة قيام الليل هي من أفضل الطرق التي يتقرب بها العبد من الله عز وجل، فإن قيام الليل سُنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن النبي يدعها أو يتركها، فكان يقيم الليل حتى تتورم قدماه، وعندما سألته السيدة عائشة عن ذلك، وقالت له لماذا تقوم بذلك وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر، قال أفلا أكون عبداً شكوراً، ومن أجل ما قد يحصل عليه الانسان من قيام الله أنه يكون في حضرة الله، لأن الله يتنزل كل يوم إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل حتي يجيب السائل ويعطي المحتاج، فهذا شرف عظيم لابد أن يناله كل مسلم بل ويداوم عليه.

 صلاة قيام الليل

قيام الليل سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لا تختلف عن الصلوات العادية من حيث الأركان والصفات، ويصلى قيام الليل ركعتان ركعتان حتي يقدر الله للعبد ما يقدر ثم يختم بركعة وتر في نهاية القيام، لأن النبي ﷺ أمرنا بأن نجعل أخر صلاتنا وتراً، ونصلي في أول ركعة بالفاتحة وما تيسر لنا من القرآن، وفي الركعة الثانية كذلك، ثم نجلس للتشهد ونسلم، ونعيد ذلك مراراً وتكراراً حتي تكتفي، ثم تجعل اخر صلاتك وتراً بركعة منفردة، ولعل سائل يسأل ويقول ما هو وقت قيام الليل ؟

وقت صلاة قيام الليل

تبدأ صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتي آذان الفجر، ولكن أفضل وقت لقيام الليل هو الثلث الأخير من الليل لأن الله عز وجل يتنزل إلى السماء الدنيا، كذلك لأن النبي ﷺ كان يقوم الليل في هذا الوقت.

ولكن إن لم يستطع المسلم أن يقيم الليل في هذا الوقت فلا حرج عليه ويستطيع أن يصليه من بعد الفراغ من صلاة العشاء مباشرة إن كان ممن لا يستطيع القيام بعد النوم أو الاستيقاظ في هذا الوقت.

ما يستحب فعله في قيام الليل

• أن ينوى المسلم قبل النوم على أنه يستيقظ من أجل أن يصلى قيام الليل، فإنه بذلك يأخذ الأجر طوال نومه، وحتي أن الله عز وجل يعطيه الأجر إن لم يستيقظ بمجرد صدق نيته، حيث قال النبي ﷺ ( إنما الأعمال بالنيات).
• أن يستخدم السواك عند الوضوء وبعد الوضوء، لما قاله النبي ﷺ (لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسوك عند كل صلاة).
• الصلاة على قدر طاقتك وعدم المشقة على النفس حتي لا يتغلب على الشخص النوم فلا يحضر قلبه في الصلاة.
• الدعاء في قيام الليل والتضرع إلى الله عز وجل، فإن دعوة قيام الليل من الدعوات المستجابة بإذن الله، ولقد وصانا النبي ﷺ بدعاء لقيام الليل وهو ( اللهم اجعل في سمعي نوراً وفي بصرى نوراً وفي قلبي نوراً، وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً، ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً واجعلني نوراً)، كذلك تدع الله عز وجل بما في ذهنك وبالك، فالله عز وجل قادر على كل شيء ويستحيي أن يرى يد عبده مرفوعة له ولا يستجيب له كما قال النبي ﷺ.

فضل قيام الليل

لقد أخبرنا النبي ﷺ عن فضل قيام الليل في حديث رواه الطبراني وذكر خمسة فضائل له وهم:

1. أنه دأب الصالحين قبلكم ، أي أنه هدي الصالحين ممن كانوا قبلكم.
2. أنه مقربة لله عز وجل، فهو من أكثر الطرق تقرباً لله عز وجل، حيث يحب العبد الله فيحب لقائه والناس نيام.
3. أنه منهاة للإثم، فإن قيام الليل ينهي عن الذنوب والمعاصي وقد نصح به أكثر المشايخ والعلماء لمن أراد أن يكف عن ذنب معين فعليه بقيام الليل ودعاء قيام الليل.
4. تكفير للسيئات، فإن قيام الليل يمحو السيئات ويأكلها كما تأكل النار الحطب.
5. مطردة للداء من الجسم، فببركة قيام الليل يشفي الله عز وجل أوجاعك وأمراضك، وهناك العديد من القصص الكثيرة التي تتحدث عن معجزات قيام الليل ليس هناك مجالاً لذكرها.

اقرأ أيضاً عن : مبطلات الصيام

بعض النصائح التي تعينك على قيام الليل

• النوم على وضوء مع النية على الاستيقاظ لقيام الليل والدعاء بأن يوقظك الله عز وجل في أحب الأوقات إليه.
• ضبط المنبه على وقت الثلث الأخير من الليل وهو يكون من الساعة الثانية بعد منتصف الليل وحتي آذان الفجر.
• النوم في وقت مبكر حتي تسطيع الاستيقاظ لقيام الليل، لأن السهر لأوقات متأخرة لن يساعد على الاستيقاظ لقيام الليل.
• الابتعاد عن الذنوب لأن الذنوب تحرم العبد من الطاعات، وكما قال سفيان الثوري ( حرمت من قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب وكان هذا الذنب أنه حكم على رجل بالرياء لأنه يراه يبكي في صلاته).
• عدم الإكثار في الطعام والشراب، حتي لا يتغلب النوم على الانسان، لأن كثرة الأكل تصيب الإنسان بالنعاس والكسل بسبب امتلاء البطن.

أقوال السلف عن قيام الليل

قال أحد السلف 🙁 اني اتعجب ممن يكون له حاجة وينام وقت السحر ويترك قيام الليل ).

ويقول البعض الآخر: ( يكفي أن الله اصطفاك من بين خلقه لتناجيه وتتضرع إليه، فما جعل لسانك ينطلق بالدعاء إلا ليستجيب لك ).

وقال البعض: ( أما يكفيك أنه سيكون لك صحبة في السماء، إن غبت عنهم تفقدوك وسئلوا عليك).

ويقول أحد السلف: (أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا قيام الليل، لما أحببت الدنيا)، كما يقول مخاطباً فراشه ( ما ألينك! ولكن فراش الجنة ألين منك، فيتركه ويقوم حتي يصلى قيام الليل).

وقال مسلم بن يسار : ما تلذذ المتلذذون بمثل خلوة يناجون الله فيها ويقصد بها قيام الليل.

وقال ثابت : كابدت قيام الليل عشرين سنة، وتنعمت به عشرين سنة أخرى.

وقال الأوزاعي: من أطال قيام الليل هون الله عليه الوقوف يوم القيامة.

وكان يقول أبو ذر رضي الله عنه: صلوا ركعتين في ظلمة الليل، لوحشة القبور.

وكان عطاء الخرساني ينادي أصحابه بالليل ويقول لهم : يا فلان و يا فلان و يا فلان استيقظوا وتوضئوا، وعليكم بقيام هذا الليل، وصيام هذا النهار، فذلك أهون من شرب الصديد ومقمعات الحديد غداً في النار.

فعليكم بقيام الليل، فدعاءه مستجاب وسهام الليل لا تخطيء، وهو اصطفاء من الله عز وجه لمن أحب لقائه، وأنه فضل وشرف كبير لأنك بذلك تقتضي بالنبي ﷺ، وجلعنا الله واياكم من أهل القيام وأهل القرآن.

اقرأ أيضاً عن : من مبطلات الصلاة